في يوم الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2024، يحتفل محبو الفنان الراحل يونس شلبي بذكرى وفاته السابعة عشرة، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2007. يعتبر شلبي أحد أبرز فناني الكوميديا في العالم العربي، وقد ترك بصمة كبيرة في مجال المسرح والسينما والتلفزيون. ويستذكر الكثيرون مسيرته الفنية المليئة بالنجاحات، وقدرته على رسم البسمة على وجوه الجماهير من خلال أعماله المتنوعة.
وُلِد يونس شلبي في 30 مايو عام 1941 في مدينة المنصورة. منذ نعومة أظفاره، كانت لديه موهبة فريدة في التمثيل، فلقد التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1969. عُرف بشغفه الكبير لممارسة الفن، حيث بدأت مسيرته الفنية بالمسرح من خلال مسرحية "القاهرة في ألف عام". ولكن النجاح الكبير الذي لفت الأنظار لموهبته جاء من خلال مشاركته في مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1971، والتي تعتبر علامة فارقة في تاريخ المسرح الكوميدي العربي. في هذه المسرحية، شارك شلبي البطولة مع عدد من الأسماء اللامعة مثل عادل إمام وسعيد صالح.
بعد ذلك، تألق يونس شلبي في العديد من المسرحيات المميزة، مثل "العيال كبرت" و"الإخوة الأندال"، حيث أثبت براعته وقدرته الفائقة على إضحاك الجمهور. ومع مرور الزمن، أصبح واحدًا من أضواء المسرح المصري وأحب الشخصيات الكوميدية. آخر أعماله على المسرح كانت مسرحية "الإخوة الأندال" عام 1996.
ولم يقتصر إبداع يونس شلبي في المسرح فحسب، بل دخل عالم السينما أيضًا، حيث عُرف بأدائه الكوميدي في مجموعة من الأفلام الناجحة. من بين أبرز أعماله الأفلام التي شارك فيها "بمبة كشر" و"شفيقة ومتولي" و"الكرنك"، بالإضافة إلى أفلامه الكوميدية الكثيرة التي جسد فيها عدداً من الأدوار الساخرة. كان لشارته مع عادل إمام في فيلم "الخدعة الخفية" و"إحنا بتوع الأتوبيس" أثر كبير على تاريخه الفني.
وعلى الرغم من تحقيقه شهرة واسعة في التمثيل، كان لديه تجربة خاصة في مجال الغناء، حيث قدم عددًا من الألبومات التي حققت نجاحًا كبيرًا. من أبرز أغانيه "بوجي وطمطم"، والتي تعد من الذكريات الجميلة في عالم الأطفال.
شهدت حياة الفنان الراحل عدة محن صحية، حيث عانى من مشاكل كبيرة في القلب، مما تطلب تدخلات جراحية، منها عملية زراعة شرايين وتركيب شرايين جديدة. ومع تدهور حالته الصحية، أسس يونس شلبي لجنة لدعم أصدقائه في الوسط الفني، مؤمنًا بصداقة أكثر الناس دعمًا خلال مسيرته.
وفي حديثه، قال مجدي الدالي، صديق الفنان المقرب، أن يونس عاشق للتمثيل منذ صغره، وقد كان يتابع أولى خطواته مع أصدقائه في المدينة. مشيراً إلى أن شلبي كان دائمًا يبحث عن الأفضل في حياته الفنية ويطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات. كما أشار إلى أن يونس كان محبوبًا، حيث كان يتردد على الأماكن العامة من أجل الالتقاء بأصدقائه والمعجبين. كان دائمًا متواضعًا في تعامله مع الجميع.
قد ترك شلبي إرثًا فنيًا كبيرًا أثر في الأجيال المختلفة، ولا يزال يعتبر واحدًا من أبرز رموز الكوميديا في العالم العربي. حتى بعد مرور سنوات على وفاته، لا تزال أعماله تُعرض وتُعرف بشعبيتها. إن حب الجماهير له هو أكبر تكريم، إذ لا يزال يشاهد الناس مسلسلاته وأفلامه ويتذكرون الضحكات التي نشروها في قلوبهم.
اليوم، يُعتبر يونس شلبي رمزًا للفن الكوميدي في مصر والعالم العربي. برغم كل شيء، يبقى اسمه علامة مميزة في عالم الفن. سواءً من خلال ضحكاته أو من خلال أدائه الرائع، يبقى شلبي حياً في قلوب محبيه ومتابعي أعماله، وتبقى ذكراه كنزًا على مر الزمن.